علي بن محمد بن العباس التوحيدي، أبو حيان، فيلسوف، متصوف معتزلي، نعته ياقوت بشيخ الصوفية وفيلسوف الأدباء. وقال ابن الجوزي: كان زنديقا. ولد في شيراز (أو نيسابور) وأقام مدة ببغداد. وانتقل إلى الري، فصحب ابن العميد والصاحب ابن عباد، فلم يحمد ولاءهما. ووشي به إلى الوزير المهلبي فطلبه، فاستتر منه ومات في استتاره نحو (400هـ) عن نيف وثمانين عامًا.
هذا كتاب يُعدُّ من التفاسير المدرجة ضمن التفاسير بالرأي؛ قد اهتم فيه مصنفه بذكر وجوه الإعراب لألفاظ القرآن ودقائق مسائله النحوية، وتوسع فيها غاية التوسع، وذكر مسائل الخلاف فيها، حتى كاد الكتاب أقرب ما يكون كتاب نَحْوٍ منه كتاب تفسير، ومع ذلك لم يهمل المصنف الجوانب التفسيرية الأخرى؛ كذكره المعاني اللغوية للآيات، والأسباب الواردة في نزولها، ويتعرض أيضًا لذكر الناسخ والمنسوخ، وأوجه القراءات القرآنية، والأحكام الفقيهة المتعلقة بآيات الأحكام، وقد اعتمد المصنف في جمع مادة تفسيره على كتاب «التحرير والتحبير لأقوال أئمة التفسير» لابن النقيب، كما أنه كان كثيراً ما ينقل عن الزمخشري، وابن عطية، خاصة في مسائل النحو، ويتعقبهما في كثير من المسائل، مع اعترافه لهما بمنزلتهما العلمية.
هذا الكتاب عبارة عن أسئلة أرسلها أبو حيان إلى أبي علي مسكويه دفعة واحدة وأجاب عنها دفعة واحدة أيضًا، وأعادها إليه مع المقدمة التي قدم بها المؤلف للكتاب وخاتمة ختم بها الكتاب أيضًا، وكان في طبيعة الأسئلة أنها لم تأخذ خطًّا واحدًا فمنها ما سأل هو عنه، ومنها ما سُئل عنها فأحالها إلى مسكويه، أو سُئل عنها غيرُه وسمعها هو، فأحالها إليه كذلك لمعرفة رأيه فيها، وقد عنون أبو حيان لبعض المسائل وهو العدد القليل، وترك البعض الآخر بدون عنوان وهو العدد الكثير، وكذلك حوت كل مسألة على عدة أسئلة، ولم يقتصر على سؤال واحد، بل وشمل بعضها قصصًا.